الصفحة الرئيسية  ثقافة

ثقافة هل تشكو الاعمال الدرامية التونسية ضعفا في كتابة السيناريو؟ بقلم منير فلاح

نشر في  14 جويلية 2016  (13:28)

بقلم منير فلاح

من خلال متابعتي للنقد الموجه للاعمال الدرامية التونسية المبرمجة خلال شهر رمضان لاحظت شبه اجماع المتابعين على ان الحلقة الاضعف في كل هذه الاعمال هي السيناريو... 

أجهل الان الامور كيف تصير  من يقف وراء عملية اختيار الاعمال المرشحة للانجاز سواء كان ذلك بالنسبة للقناتين الوطنيتين او للقنوات الخاصة لكن في قراءة سريعة لقائمة كتاب سيناريوهات اعمال هذا العام نجد ان اغلبها حديث العهد في هذا الميدان ويجهل الكثير عن قواعد الكتابة الدرامية للتلفزيون... 

اقول هذا لان السيناريو هو اساس كل عمل ناجح..  يمكن ان يكون وراء جودة اي عمل و يساعد على رواجه محليا وعرببا... 
اعطي هنا مثالا عن ذلك من الدراما المصرية... كان يكفي ذكر اسم اسامة انور عكاشة الله يرحمه في كتابة اي عمل ليحقق ذلك العمل النجاح الجماهيري وتتخاطف القنوات العرببة اسبقية عرضه... 

في مصر كان يطلب من عكاشة قبل سنة التفكير في موضوع العمل الدرامي الرمضاني وتوفر له ادارة الانتاج كل ضروف النجاح... كان فريق الانتاج يوفر له اقامة مريحة في احسن منتجع بالاسكندرية حتى يختلي بنفسه و يكتب روائعه... 

نحن في تونس لنا تجربة مماثلة نسبيا اذكر ان سي مختار الرصاع لما ادار قناة 7 في بداية التسعينات من القرن الماضي اتخذ قرارا بأن تكون سنة 1990 سنة الدراما التلفزية وبعثنا عامها لجنة لقراءة النصوص المقترحة من بعض الكتاب التونسيين على غرار عبد القادر بلحاج نصر وجمال الدين خليف... وطلب من علي اللواتي ان يخوض تجربة الكتابة للتلفزيون.

وتم افتتاح سنة الاعمال الدرامية بانجاز شريط تلفزي بعنوان "اعترافات ليلة المطر الاخير" من بطولة منى نور الدين وسيد احمد السنوسي اللّه يرحمه وكان عملا ناجحا على كل المستويات... وكان وراء ميلاد الثنائي الناجح علي اللواتي في الكتابة وصلاح الدين الصيد في الاخراج. 

وفي نفس السنة تم انتاج العديد من الاعمال الدرامية الناجحة تداول على اخراجها ثلة من المخرجين في تلك الفترة حمّادي عرافة ومحمّد الغضبان وسالم بن عمر وغيرهم.

كما بعث سي مختار الرصاع نادي المنتجين  اقام فيه دورات تكوينية في كتابة السيناريو تداول على الاشراف عليها مختصون قدموا للغرض من مصر ومن فرنسا. 

هذا المجهود اتى اكله في السّنوات التي تلت سنة الدراما التلفزية وبرزت العديد من الاعمال القيمة لعل اهمها سلسلة الخطاب على الباب.... 
اعود في الختام لاقول ان كتابة السيناريو حرفة وفن لا يقدر عليه الا المختصون.